معتز عبدالله المدير العام
عدد المساهمات : 125
| موضوع: كتاب سباق نحو الجنان (الواحة الأولى, الواحة الثانية , الواحة الثالثة , الواحة الرابعة) الثلاثاء يناير 24, 2012 11:40 pm | |
|
سراب الامانى
قلة العمل مع المعرفة إذا صاحبها تطلع إلى أعلى المقامات هي ركض نجو السراب، بل عدها معروف الكرخي غرورا وحمقا وذنبا من الذنوب فقال: ((طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وارتجاء الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق))
(د) قلب يحدوه التطلع
المتسابق الذي حقق هذه الصفة في نفسه جسده في الدنيا، لكن قلبه يحلق في آفاق الآخرة يهيم في عشق الحور العين، يحلم بأنهار من لبن وعسل وخمر لذة للشاربين ، هذه هي حياته، فإذا جاءه الموت كان بوابته التي يعبر بها إلى ما كان يحلم به ويتمناه ، وكان الفوز واى فوز، فينشد معلناً: فزت ورب الكعبة.
صدح بها حرام بن ملحان فما فهمها المشركون، ذلك انهم ما ذاقوا...وذاق ، وما عرفوا ..وعرف.
ثالثاً:ً قلب دائم الثار
والصفة الثالثة أن يكون قوياً، دائم الثأر من شيطانه، فإذا غافله شيطان في غلبة شهوة فغلبه، أو ورود هوى فهوى، جد ولمح نور قوله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} [هود:114]، فسار على ضوئه، وطرد عدوه وأضناه
لكن كيف يتم ذلك؟
اعلم انه ما من احد منا إلا ومعه ملك وشيطان، فإذا عمل احدنا بطاعة الله ابتدره وطرد عنه الشيطان فلا يتولاه الا الملك، ولا يدله إلا على خير، وهذا هو فهم أحد سلفنا الصالح حيث يقول: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها قال تعالى: { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم:76]
رابعاً: قلب لا يعرف التثاؤب
والصفة الرابع والأخيرة هي حيث أنه لم يتثاءب قط، وفي هذاrعدم معرفة هذا القلب للتثاؤب، وهكذا كان النبي ايماءة لطيفة الى ماكان عليه من عزيمة صادقة وإرادة نافذة، كيف لا وهو غرة أولى العزم من الرسل.
وما علينا بعد أن عرفنا ديدنه إلا أن نسلك طريقة، بذلك أمرنا ربنا فقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } [الحشر:7]، فإن خالفنا النهج وحدنا عن الطريق ورغنا روغان الثعالب كان الوعيد: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
كيف تجعل قلبك أسرع القلوب؟
أولاً: ان تفئ الى واحات الإيمان
هذه الواحات لا توجد في الصخارى القاحلة، بل مكانها تلك النفوس التي تحولت الى صحارى لجفافها بسبب ما أصابها من حرارة شمس المادية الجارقة، وحب الدنيا الطاغي فجاءت هذه الواحات لترطب القلووب المتسابقة، وتمدها بأسباب البقاء والنقاء، فليست استراحات نوم انما استراحات عون يحمل فيها القلب زاده الذي يسير به الى الله، ذلك الزاد الذي بفقده يموت القلب فيخسر السباق، ويتخلف عن الركب ركب عكاسة وأشباه عكاشة، فلا تمر على الأسطر مرور النيام، ولكن حلق بقلبك فوق كل واحة، وتزود منها ثم انطلق الى الواحة التي تليها.
الواحة الأولى:
ذكر الموت:
سألنا متسابق بقال: لماذا اخترتم واحة ذكر الموت لتكون أول واحة يأوى اليها المتسابقون؟
فأجبناه وقلنا: كذا فعل، وتحن لا قدوة لنا غيره، ولا أسوة لنا سواه، واسمع معنا ماrلأن الرسول فجعل أصحاب الرrرواه سهل بن سعد الساعدى، قال سهل: ((مات رجل من أصحاب النبي rسول يثنون عليه ويذكرون من عبادته، ورسول الله ساكت، فلما سكتوا قال: هل كان يكثر ذكر الموت؟ قالوا: لا. قال: فهل كان يدع كثيراً مما يشتهى؟ قالوا: لا. قال: مابلغ صاحبكم كثيراً مما تذهبون اليه)).
وسائل ذكر الموت
- الوسيلة الأولى: زيارة القبور ودفن الموتى
- الوسيلة الثانية: مشاهدة المحتضرين
- الوسيلة الثالثة: طريقة أبي إسحاق
وتختلف أساليب التذكير بالموت من متسابق لآخر، فان شئت أخذت بطريقة أبي إسحاق الجبنياني حيث وجد بعد موته رقعة تحت حصيرة مكتوبة بخطه: ((رجل وقف له هاتف قال له: أحسن عملك، فقد دنا أجلك)) قال ولده عبدالرحمن: إذا كان قصر في العمل أخرج الرقعة فنظر فيها ورجع الى جده.
مازال يلهج بالرحيل وذكره حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه مستيقظاً ومشـمراً ذا أهبة لم تلهه الآمال
- الوسيلة الرابعة: وصية الإمام
وان شئت أخذت بوصية الإمام الشهيد حسن البنا حيث خطب يوماً، وكان يتحدث عن الآخرة فقال: ((ليذكر كل منكم ميتاً عزيزاً عليه، وليسأل نفسه: ترى ألن نلتقى مرة اخرى؟! وسيجد الحواب في أعمالقها: بلى سنلتقى، وذلك هو برهان الآخرة))، وأنعم بها من وصية يا إمام.
الواحة الثانية:
الخوف من الله
حمداً لله على السلامة .. وصلنا الواحة الثانية وهي واة كثيفة الأشجار كثيرة الخيرات فتزود منها ما استطعت.
أيها المتسابق الكريم: أعلم أن كل واحد إذا خفت منه هربت منه إلا الله فإنك إذا خفت منه هربت إليه فهو المخوف والمرجئ، فالخائف من الله هرب من ربه الى ربه { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}[الذاريات:50]
فضل واحة الخوف
علم الأفذاذ فضل هذه الواحة وبركة ثمارها فاستزادوا منها ونهلوا من معينها، فزاد حزنهم وهطلت دموعهم وسالت أودية بقدرها، حتى جاءهم البشير: ((وعزتى لا اجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وان هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيقول:rعبادي))، وتتوالى الأعطيات الربانية والمنح الإلهية يسوقها لنا رسول الله ((لا يلج النار أحد بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع))
خوف مزيف
لكن خوفاً لا يتبعه عمل، وحسرة لا تولد حركة، لهو خوف مزيف وحسرة كاذبة وحجة على صاحبها لا حجة له.
فاعلم- حفظك الله- أن هذا خوف من:
(1) سوء الخاتمة:
قال: ((ان العبد ليعمل عمل أهل النار وانه منrعن سهل بن سعد عن النبي أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وانه من أهل النار، وانما الأعمال بالخواتيم)) : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).rولذلك كان أكثر دعاء النبي
هكذا خاف السلف
كان سفيان الثوري- رحمه الله- يشتد قلقه من خاتمته، وما سبق من علم الله تعالى، فيبكي ويجزع، فقيل له: ((يا أبا عبدالله عليك بالرجاء فان عفوالله أعظم من ذنوبك، فقال: أو على ذنوبي أبكي؟ لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال أن ألقى الله تعالى بأمثال الجبال من الخطايا))، وقال ذات مرة: ((ما أمن أحد على دينه إلا سلبه))
(2) الخوف من عاقبة المعصية:
فالمعصية الواحدة قد يغفرثا الله لك كما يملك أن يعذبك بها فاسمع: ((يا مغرور بالأماني: لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها، وحجب القاتل عنها (اي: الجنة) بعد أن رآها عيانا بملء كف من دم، وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بايلاج قدر الأنملة فيما لا يحل له ، وأمر بايساع الظهر سياطا(أي: بالجد) بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر، وأبان عضواً من أعضائه بثلاثة دراهم، فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}[الشمس:15]
الخوف من عدم القبول:
عن هذه الآية:rفعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: (سألت رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[المؤمنون:60]، قالت يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يتقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات
(4)الخوف من الاستدراج:
قال النبي : (إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فانما ذلك منه استدراج)
الواحة الثالثة:
حسرة أهل الجنة
عنواان عجيب، فكيف يتحسر من فاز؟ أليس قد نال قال: (ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعةrمراده؟ وبلغ ما أمل، لكن النبي بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها)
عجيب أمركم أهل الجنان: تتحسرون لا لأنكم عصيتم الله في الدنيا، بل لأنكم تركتم فيها ساعة فلم تملأ بذكر الله، بينما يبكي غيركم لفوات لذته، ويتحسر لفاق شهواته، فشتان بين الفريقين.
العاشق الأول:
كان :rعبدالله بن عمر يصلي على الجنازة ثم ينصرف فلما مر بواحتنا فلما سمع حديث النبي ((من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط من الأجر))
العاشق الثاني:
هو أحد الذين قال تعالى عنهم: {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}[التوبة:92].
العاشق الثالث:
يرى عمله يقصر به عن الجنة ما لم يطعم يظمأ الهواجر، وقيام ليالي الشتاء فلما حضرته المنية بكى حسرة إذ حيل بينه وبين راحته وراحته في الظمأ والقيام!! ذلك هو عامر بن عبد قيس لما سئل عند احتضاره؟ ما يبكيك؟ قال: (ما ابكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليالي الشتاء))
الواحة الرابعة:
خمسية الصحابة
هذه واحة مباركة تنبت خمسة أنواع من الزاد لا نوعاً واحداً، وكفى بها أنها الواحة التي أوى إليها صحابة رسول خير قرون هذه الأمة، فلنشرب من نفس المعين، ولننهل من نفس ما نهلواrالله منه.
هذه الأنواع الخمسة نقلها لنا الإمام الأوزاعي وهي: ((لزوم الجماعة، وإتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله)).
ثانياً: أن تعرف عقبات الطريق
لكن الشيطان يغطيه ويحنقه أن يقتر المتسابقون من خط النهاية، ويبقى في النار وحيداً فينصب الكمائن، ويضع العقبات يبغى بذلك عرقلة متسابق فذ، أو حر تسبقه خطواته إلى الحنان، فيجتمع من هذا وذاك جمهور الذي يخطب فيه يوم القيامة خطبته الجهنمية التي جاء فيها: (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي) (ابراهيم: 22). | |
|
لآلئ الفجر المراقبة العامة
عدد المساهمات : 131
| موضوع: رد: كتاب سباق نحو الجنان (الواحة الأولى, الواحة الثانية , الواحة الثالثة , الواحة الرابعة) الأحد يناير 29, 2012 9:12 pm | |
| موضوع قيم جزاك الله الفردوس الاعلى بارك الله فيك وانار الله دربك وقلبك بنور الايماان جعله الله في ميزان حسناتك | |
|
معتز عبدالله المدير العام
عدد المساهمات : 125
| موضوع: رد: كتاب سباق نحو الجنان (الواحة الأولى, الواحة الثانية , الواحة الثالثة , الواحة الرابعة) الأحد يناير 29, 2012 11:28 pm | |
| جزاكي الله خير على مرورك الرائع
| |
|